مع دخول «إليزابيث وارين» عضوة مجلس الشيوخ «الديمقراطية» عن ولاية ماسوشستس السباق على منصب الرئاسة بإعلانها تشكيل لجنة استكشافية لبحث ترشيحها، أضحى هناك ملمح رئيسي أكثر وضوحاً بشأن القرار الذي سيتعين على الحزب «الديمقراطي» اتخاذه حول مرشحه لانتخابات الرئاسة الأميركية العام المقبل، إذ سيتعين على «الديمقراطيين» مجتمعين اختيار ما إذا كانوا يريدون محارباً قادراً على هزيمة الرئيس ترامب في المعركة الانتخابية، أم مجرد مرشح آخر عادي يخوض السباق بمعارضة ترامب فحسب.
وإذا اختار «الديمقراطيون» محارباً فإنه سيجسد ويستغل الغضب الذي يحفز المعارضة الشديدة لترامب. وأما إذا اختاروا مرشحاً عادياً مناهضاً لترامب فإنهم سيقدمون أنفسهم باعتبارهم يطرحون عريضة سلام وعودة إلى الوضع الطبيعي في السياسة الأميركية. وإذا رشحوا شخصية جريئة وقوية، فإنهم سيطلبون بذلك من الجماهير الاختيار بين مرشحين مختلفين، لكن إذا وقع اختيارهم على مرشح نمطي يعارض ترامب، ويمكنه تفادي الاشتباك المباشر مع الرئيس، فإن الانتخابات ستتمحور حول ما إذا كان الناخبون يريدون ترامب أم لا.
وتنطبق مواصفات «المحارب» على «وارين» بشكل كبير، فقد كانت منتقدة صريحة لكل ما يمت لترامب بصلة. وخاضت بالفعل مواجهة شهيرة مع الرئيس بشأن أصولها الأميركية، وهي سياسية أشد جرأة وأكثر ليبرالية من هيلاري كلينتون. وفي رأيي، ستحفز «وارين» الناخبين الأساسيين للحزب «الديمقراطي» وتُحمّسهم أكثر مما فعلت كلينتون في 2016. وأي مرشح ذي سلوك عادي وأسلوب لطيف فقد يترك الناخبين «الديمقراطيين» هادئين، مفتقرين للحماسة، ومن ثم يُخمد جذوة المشاركة الانتخابية.
وفي الحقيقة، يذكرني ذلك بالسباق على منصب حاكم نيويورك في عام 1994، عندما هزم «جورج باتاكي» منافسه «ماريو كومو» الذي شغل المنصب لثلاث فترات متتالية. ولم تكن لدى «كومو» شعبية كبيرة، و«باتاكي» كان عضواً مغموراً في مجلس الشيوخ. ولم يكن يتخيل أحد أنه يمكن أن يصبح حاكماً. فهو لم يجعل نفسه أبداً مثار جدل، ولم يتم وصفه أبداً بأنه متطرف. لكن «باتاكي» فاز لمجرد أنه من كان في السباق ضد «كومو».
لذا، في 2020، على «الديمقراطيين» أن يسألوا أنفسهم ما إذا كانوا يفضلون جعل الناخبين يختارون بين مرشحين متشاكسين، أم أنهم يرغبون في محاولة ترك ترامب يهزم نفسه. وفي ظل تراجع شعبية ترامب كما هي الحال في الوقت الراهن، يبدو مقنعاً أن يحاول مرشح «الديمقراطيين» التحلي بالهدوء مباشرة بعد مؤتمر الحزب في يوليو 2020، ويدع ترامب يضطلع بدور التدمير الذاتي. وربما تكون هذه هي خطة «الديمقراطيين» إذا لم يختاروا شخصاً هجومياً يمكن لترامب تصيد أخطائه والإيقاع به.
والمرشح العادي المناهض لترامب يمكن أن يكون شخصاً على شاكلة عضو مجلس الشيوخ «آمي كلوبوشار»، ولا يبدو مماثلاً بدرجة كبيرة لـ«وارين».
وتمثل «كولوبوشار» فئة من المرشحين «الديمقراطيين» الذين سيكونون أقل ميلاً للمواجهة ولديهم قدرة على البقاء بعيداً عن الأضواء لجعل الانتخابات بمثابة استفتاء على ترامب. لكن في خضم ميدان انتخابي به عدد من المرشحين، فإن كل مرشح يحاول نيل ترشيح الحزب سيسعى للبحث عن سبل لتمييز نفسه عن بقية المرشحين، وإيجاد موطئ قدم له بين «الديمقراطيين».
وقد يصبح ترشيح الحزب «الديمقراطي» سباقاً على معرفة من يمكنه قول أكثر الأمور استفزازاً بشأن ترامب. وقد تكون البداية مَن مِن الحالمين بنيل ترشيح الحزب سيؤيد سحب الثقة من الرئيس ومن منهم سيحاول تبرير عدم تأييده.
وإذا اختار «الديمقراطيون» محارباً فإنه سيجسد ويستغل الغضب الذي يحفز المعارضة الشديدة لترامب. وأما إذا اختاروا مرشحاً عادياً مناهضاً لترامب فإنهم سيقدمون أنفسهم باعتبارهم يطرحون عريضة سلام وعودة إلى الوضع الطبيعي في السياسة الأميركية. وإذا رشحوا شخصية جريئة وقوية، فإنهم سيطلبون بذلك من الجماهير الاختيار بين مرشحين مختلفين، لكن إذا وقع اختيارهم على مرشح نمطي يعارض ترامب، ويمكنه تفادي الاشتباك المباشر مع الرئيس، فإن الانتخابات ستتمحور حول ما إذا كان الناخبون يريدون ترامب أم لا.
وتنطبق مواصفات «المحارب» على «وارين» بشكل كبير، فقد كانت منتقدة صريحة لكل ما يمت لترامب بصلة. وخاضت بالفعل مواجهة شهيرة مع الرئيس بشأن أصولها الأميركية، وهي سياسية أشد جرأة وأكثر ليبرالية من هيلاري كلينتون. وفي رأيي، ستحفز «وارين» الناخبين الأساسيين للحزب «الديمقراطي» وتُحمّسهم أكثر مما فعلت كلينتون في 2016. وأي مرشح ذي سلوك عادي وأسلوب لطيف فقد يترك الناخبين «الديمقراطيين» هادئين، مفتقرين للحماسة، ومن ثم يُخمد جذوة المشاركة الانتخابية.
وفي الحقيقة، يذكرني ذلك بالسباق على منصب حاكم نيويورك في عام 1994، عندما هزم «جورج باتاكي» منافسه «ماريو كومو» الذي شغل المنصب لثلاث فترات متتالية. ولم تكن لدى «كومو» شعبية كبيرة، و«باتاكي» كان عضواً مغموراً في مجلس الشيوخ. ولم يكن يتخيل أحد أنه يمكن أن يصبح حاكماً. فهو لم يجعل نفسه أبداً مثار جدل، ولم يتم وصفه أبداً بأنه متطرف. لكن «باتاكي» فاز لمجرد أنه من كان في السباق ضد «كومو».
لذا، في 2020، على «الديمقراطيين» أن يسألوا أنفسهم ما إذا كانوا يفضلون جعل الناخبين يختارون بين مرشحين متشاكسين، أم أنهم يرغبون في محاولة ترك ترامب يهزم نفسه. وفي ظل تراجع شعبية ترامب كما هي الحال في الوقت الراهن، يبدو مقنعاً أن يحاول مرشح «الديمقراطيين» التحلي بالهدوء مباشرة بعد مؤتمر الحزب في يوليو 2020، ويدع ترامب يضطلع بدور التدمير الذاتي. وربما تكون هذه هي خطة «الديمقراطيين» إذا لم يختاروا شخصاً هجومياً يمكن لترامب تصيد أخطائه والإيقاع به.
والمرشح العادي المناهض لترامب يمكن أن يكون شخصاً على شاكلة عضو مجلس الشيوخ «آمي كلوبوشار»، ولا يبدو مماثلاً بدرجة كبيرة لـ«وارين».
وتمثل «كولوبوشار» فئة من المرشحين «الديمقراطيين» الذين سيكونون أقل ميلاً للمواجهة ولديهم قدرة على البقاء بعيداً عن الأضواء لجعل الانتخابات بمثابة استفتاء على ترامب. لكن في خضم ميدان انتخابي به عدد من المرشحين، فإن كل مرشح يحاول نيل ترشيح الحزب سيسعى للبحث عن سبل لتمييز نفسه عن بقية المرشحين، وإيجاد موطئ قدم له بين «الديمقراطيين».
وقد يصبح ترشيح الحزب «الديمقراطي» سباقاً على معرفة من يمكنه قول أكثر الأمور استفزازاً بشأن ترامب. وقد تكون البداية مَن مِن الحالمين بنيل ترشيح الحزب سيؤيد سحب الثقة من الرئيس ومن منهم سيحاول تبرير عدم تأييده.
يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»